الأسبرين ومضادات الالتهاب لعلاج الاكتئاب
اضطراب الاكتئاب الحاد يمس ما يقرب من 6٪ من البالغين في جميع أنحاء العالم كل عام ، وهو من الأمراض التي من الصعب التعامل معها ، على الرغم من المجموعة الواسعة من العلاجات الطبية أو النفسية ، حيث يعاني حوالي 3 من كل 10 مرضى من الاكتئاب المقاوم للأدوية.
بالإضافة إلى ذلك ، فإن عددًا كبيرًا من المرضى الذين يعانون من الحساسية للعلاج إذ لديهم معدلات عالية من الانتكاس والتكرار. وبالتالي فإن الأطباء هم على درب إيجاد علاجات الجديدة ، مثل الكيتامين Kétamine.
تناول الأدوية المضادة للالتهابات ، مثل الإيبوبروفين أو الأسبرين قد يساعد في تقليل أعراض الاكتئاب الحاد
استعرض باحثون في قسم الأمراض العصبية لمستشفى تونغجى Tongji التابع لكلية الطب تونغجى Tongji قي جامعة هواتشونغ Huazhong للعلوم والتكنولوجيا ، ووهان Wuhan ، الصين ، 30 دراسة سابقة شملت ما مجموعه 1610 شخصًا ، لقياس مدى فعالية وسلامة تناول الأدوية المضادة للالتهابات كعلاج لاضطرابات الاكتئاب الحادة ، سواءا بمفردها أو بالاشتراك مع مضادات الاكتئاب ، والمقارنة مع أخذ علاج وهمي.
هذا و تشمل العوامل المضادة للالتهابات الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية AINS ، الأحماض الدهنية أوميغا 3 ، ومثبطات السيتوكينات ( الأدوية التي من شأنها تخفيض إنتاج المواد الالتهابية ) ، والستاتين ، والمنشطات ، والمضادات الحيوية المينوسكلين Minocycline ، مودافينيل Modafinil ( أحد المنشطات النفسية المستخدمة لعلاج اضطرابات النوم ) و
N-acetylcysteine (يُطلق عليه أيضًا NAC (، وهو دواء يوصف كمكمل مضاد للأكسدة أو كعامل ترقق الشعب الهوائية).
وأظهرت النتائج والتي قد نشرت في مجلة طب و جراحة الأعصاب والطب النفسي Journal of Neurology, Neurosurgery & Psychiatry ، أن العوامل المضادة للالتهابات تعمل بشكل فعال وآمن على التقليل من أعراض الاكتئاب الحاد. بالإضافة إلى ذلك ، فقد كانت أكثر فعالية في الحد من شدة الأعراض العامة ( أكثر من 52 ٪ ) أو في القضاء على الأعراض من الدواء الوهمي ( أكثر من 79 ٪ ). كانت تأثيرات العوامل المضادة للالتهابات أقوى عندما تقترن بالعلاج المضاد للاكتئاب القياسي.
وعندما حاول الباحثون العمل على تحديد أي من العوامل التي كان لها فائدة أكبر ، وجدوا أن مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية ، والأوميجا 3 ، والستاتين والميسيكلين هي التي كانت أكثر فعالية في الحد من أعراض الاكتئاب الحاد مقارنة بالعلاج الوهمي.
وفي مقابل ذلك ، لم تظهر العوامل المضادة للالتهابات أي تحسين في نوعية حياة المرضى المعالجين. وقد أوضح الباحثون أن هذا قد يكون بسبب حقيقة أن عددًا قليلاً جدًا فقط من الدراسات كانت مهتمة بهذا الجانب ، أو لأن اضطراب الاكتئاب الحاد هو مرض مزمن يتطلب في حد ذاته تدبير طويل الأمد. فمن الصعب جدا الحصول على تحسينات في نوعية الحياة في غضون بضعة أسابيع فقط.
وعلى غرار هذا لم يلاحظ العلماء أي آثار جانبية من تناول الأدوية المضادة للالتهابات ، على الرغم من أن الأشخاص الذين يتناولون الستاتينات Statines و NAC قد يعانون من آلام في المعدة. وأضاف فريق الباحثون أنه نظرًا لأن معظم التجارب السريرية استمرت ما بين أربعة إلى اثني عشر أسبوعًا ، لم يكن من الممكن تتبع الآثار الجانبية التي يمكن أن تحدث على المدى الطويل.
وعلى الرغم من رغبتهم الكبيرة في توضيح أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث ، إلا أن الباحثين توصلو إلى خلاصة أن نتائج هذا التحليل المنهجي تظهر أن العوامل المضادة للالتهابات تلعب دورًا مهما وكبيرا في علاج المرضى الذين يعانون من اضطرابات الاكتئاب الحاد وأنها بشكل معقول تعد آمنة الاستعمال.
: Sources
AFP/RelaxNews
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق