هشاشة العظام المرض الصامت
يعتبر مرض هشاشة العظام ( بالفرنسية L’ostéoporose ) أحد أمراض العظام الأكثر انتشارا في العالم , وخطورته تكمن في عدم وجود أعراض واضحة. ويتسبب في ضعف العظام وهشاشتها مع زيادة خطرعرضتها للكسور, ويشار إلى أن الكبار في السن والنساء بعد انقطاع الطمث هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بهشاشة العظام , ويعود سبب هشاشة العظام هذا في معظم الحالات إلى النقص في مستوى الكالسيوم والفُسفور، أو النقص في معادن أخرى في العظام.
الكلمات المفتاحية : هشاشة العظام , الكسور , الكالسيوم , الكبار في السن.
1- ماهو هشاشة العظام ؟
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية ( OMS )
" مرض هشاشة العظام هو أحد أمراض العظام الواسع انتشارا يتميز بانخفاض كثافة العظام وتغيرات في البنية الدقيقة للعظام ، وهو المسؤول عن ضعف العظام المتدرج , وبالتالي الخطر الكبير للتعرض إلى الكسور " .
ترقق العظام , المرض الصامت , العظام المنخورة , هي كلها تسميات أخرى لمرض هشاشة العظام , فهو يعد مشكلة شائعة حيث يتسبب بزيادة الفراغات بين الخلايا العظمية إلى أن تصبح رفيعة وأكثر مساميّة وهشةّ وسهلة الكسر لدرجة أن أي سقوط أو أي مجهود حتى البسيط كالانحناء إلى الأمام أو رفع مكنسة كهربائية أو حتى السعال يمكن أن يتسبب في الكسور. وأغلب الكسور التي ترتبط بهشاشة العظام تصيب الورك و الرسغ و العمود الفقري.
2- من هم الأكثرعرضة لهشاشة العظام ؟
العظام هي الأعضاء الصلبة التي تكوّن الهيكل العظمي ، وهي في حالة دائمة من التجدد. ففي الأعمار الصغيرة ، ينتج الجسم النسيج العظمي الجديد أسرع مما يستغرقه في هدم الأنسجة القديمة ، وهذا ما يسمى بعملية البناء والهدم للعظام. وعند التقدم في السن ، تكون عملية هدم العظم أسرع من تكوينه ؛ حيث إنها تُعد حالة طبيعية في فترة الشيخوخة , لذلك الكبار في السن من أكثر المعرضين لهشاشة العظام.
في الحقيقة تُعدّ النساء الفئة الأكثر عُرضة للإصابة بمرض هشاشة العظام، نظراً لامتلاكها عظام أصغر وأكثر خفة مقارنةً مع الرجال، بالإضافة إلى حقيقة تضاؤل نسبة هرمون الإستروجين المسؤول عن حماية العظام في أجسادهنّ عند الوصول إلى سنّ اليأس.
3- ماهي أعراض هشاشة العظام ؟
يسمى بالمرض الصامت لأن معظم المصابين لا يدركون أنهم مصابون بمرض هشاشة العظام في مراحلهم الأولية إلا عندما تنكسر عظامهم، وفي العادة العمود الفقري, الوركين والرسغين هي أكثر مناطق الكسر شيوعا التي ترتبط بهشاشة العظام، حيث يتعرض في كل سنة العديد من المصابين بهشاشة العظام لحدوث كسور في الورك أو الساعد بمجرد السقوط، وآخرون قد يتعرضون لتلف العظام في ظهورهم لأسباب بسيطة قد لا تزيد عن الانحناء أو السعال. لكن مع تقدّم الحالة وزيادة ضعف وهشاشة العظام يمكن أن تظهر عدة أعراض تنبهيه كفقدان طول الجسم مع الوقت و المعاناة من آلام الظهر.
4- ماهي أسبابه ؟
- تتعلق كثافة العظام بمستويات الكالسيوم و الفوسفور في الجسم, إضافة إلى عدة معادن أخرى تدخل في تكوين العظام, أي مستوى أقل من المطلوب من هاته المعادن يؤدي إلى فقدان العظام كثافتها و قدرة الدعم الداخلية الخاصة بها.
- تفقد النساء كثافة عظامهن بسرعة خلال السنوات القليلة الأولى التي تلي انقطاع الطمث، وخصوصًا إذا بدأ انقطاع الطمث هذا مبكرًا (قبل عمر 45 سنة).
- الإصابة ببعض المشكلات في الغدد وإنتاج الهرمونات مثل: زيادة إفراز الغدة الدرقية والجار درقية، ومتلازمة كوشينغ، ونقص هرمون الإستروجين.
- استخدام بعض الأدوية أيضا من أسباب هشاشة العظام مثل الكورتيكوستيرويدات (الكورتيزون) عن طريق الفم بجرعات عالية لفترة طويلة، وتناول عقار الهيبارين، وهو مانع للتجلط، وبعض أدوية الصرع، مثل دواء الفنيتوين.
5- ماهي عوامل خطورة هشاشة العظام ؟
من أهم عوامل خطورة هشاشة العظام مايلي :
- التاريخ العائلي لكسورهشاشة العظام بدرجة أولى.
- العمر الذي يتخطى 65 سنة.
- انخفاض الوزن ( مؤشر كتلة الجسم أقل من 19).
- اضطرابات في حدة البصر.
- الشلل لفترة طويلة ، ضعف الصحة ، وتعدد الأمراض المزمنة.
- أمراض الكبد والكلى و نقص التغذبة والإمتصاص.
- العلاجات المضادة للهرمونات (سرطان الثدي والبروستاتا).
- تناول الخمور والكافيين المفرط والتدخين.
6- ماهوعلاج هشاشة العظام ؟
يساعد التشخيص المبكر للإصابة بهشاشة العظام على تحقيق نتائج علاجية أفضل وأكثر فاعلية، وبشكلٍ عام تهدف الخطط العلاجية المتبعة إلى التقليل من خطر حدوث الكسور في العظام، وذلك عن طريق الحد من خسارة البنية العظمية، ومحاولة زيادة كثافة العظام وقوتها.
⇦ التغيير في نمط الحياة :
عموما لا يوجد علاج تام للتخلص من هشاشة العظام إلا أنه هناك بعض الطرق التي يؤدي إتباعها إلى السيطرة على المرض وفيمايلي نذكر منها :
- تجنب التدخين الذي يزيد من خسارة الكتلة العظمية.
- إتباع نظام غذائي غني بالكالسيوم و الفيتامين د من أهم الأطمة التي تحتوي على نسب عالية من الكالسيوم : الحليب، والألبان، والعصائر المدعمة بالكالسيوم، والبروكلي، والقرنبيط، والخضار الورقية الخضراء، وبشكلٍ عام تُقدر كمية الكالسيوم المُوصى بتناولها يومياً بحوالي 1000 مغ للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 19-50 عاماً، و1200 مغ للنساء اللاتي يبلغن 51 عاماً فأكثر والرجال بعد بلوغهم 71 عاماً وإذا كان المصاب لم يتمكن من البلوغ للكميات المطلوبة قد يوصي الطبيب ببعض المكملات الغذائية التي تحتوي الكالسيوم. أما الفيتامين د فدوره يكمن في زيادة إمتصاص اللكالسيوم في الجسم.
- تجنب الإفراط في الكافيين وتناول المشروبات الكحولية لأنها تحد من إمتصاص الكالسيوم في الجسم بالإضافة إلى الحد من تناول الأطعمة التي تحوي عنصر الفوسفور كاللحوم الحمراء والمشروبات الغازية, أما النساء فينصح لهن بتناول مصادر الإستروجين النباتية، مثل: فول الصويا والتوفو لتعويض النقص في مستوى الإستروجين بعد بلوغ سن اليأس.
- ممارسة الرياضة تزيد من قوة العظام و العضلات و التقليل من الإصابة بالكسور, لكن نوع الرياضة و طبيعتها تكون بعد إستشارة الطبيب من أجل سلامة المريض.
⇦ العلاج الدوائي :
- البيسفوسفونات : هذه الأدوية هي الأكثر استخداماً في علاج هشاشة العظام لدى الرجال والنساء المعرّضين لخطر الإصابة بالكسور، وتحد من فقدان الكتلة العظمية، ومنها : الأليندرونات والإباندرونات، ويمكن إعطاء هذه الأدوية على شكل أقراص عن طريق الفم تُؤخذ في العادة مرة أسبوعياً أو شهرياً حسب نوعها، ويُنصح بتناولها قبل نصف ساعة إلى ساعة من تناول أي طعام أو دواء آخر، هذه الأخيرة يمكن أن تتسبّب في الإصابة ببعض الآثار الجانبية، مثل : الغثيان، وحرقة المعدة، وآلام البطن، وتجدر الإشارة إلى توفّر أدوية من عائلة البيسفوسفونات يمكن أخذها عن طريق الوريد بشكلٍ سنوي أو مرة كل بضعة شهور، ولا تسبب أية آلام أو اضطرابات في المعدة، إلّا أنّها قد تتسبّب ببعض الآثار الجانبية الأخرى مثل: الصداع، والحمّى، والآلام العضلية لمدة لا تزيد عن ثلاثة أيام.
- العلاج بالهرمونات :
المعالجة بتعويض الهرمونات هي مقاربة لعلاج هشاشة العظام وللوقاية منها.
- الإستروجين : يساعد العلاج بالإستروجين، خاصة عند استخدامه في وقت مبكر بعد انقطاع الطمث، على الحفاظ على كثافة العظام، إلا أنّه قد يسبب زيادة خطر تشكّل الجلطات، والإصابة بأمراض القلب، وسرطان الثدي والرحم، لذلك غالباً ما يقتصر استخدامه لدى المصابات بهشاشة العظام الأصغر سناً، أو اللاتي يعانين من أعراض شديدة مرتبطة بانقطاع الطمث.
- الرالوكسيفين : هذه الأدوية تشبه في عملها الإستروجين في الجسم، إلّأ أنّها أكثر أماناً وترتبط بآثار جانبية أقل.
- أدوية أخرى:
في حال عدم فاعلية العلاجات السابقة أو عدم تحمّل المصاب لآثارها الجانبية يمكن أن يصف الطبيب أحد الأدوية الآتية :
- الدينوسوماب: تُعطى هذه الأدوية على شكل حقنة تحت الجلد مرة كل ستة شهور، وتقلّل خطر الإصابة بالكسور بجميع أنواعها.
- التيريباراتيد: يتوفر هذا الدواء على شكل حقن تُعطى تحت الجلد بشكلٍ يومي، ويعمل بطريقة مشابهة لهرمون غدة جارالدرقية، إذ يحفز بناء الكتلة العظمية في الجسم.
No comments:
Post a Comment